بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم هذا تفسير بسيط لقوله
{ إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم } .
فيها ثلاث مسائل : المسألة الأولى روى الترمذي وغيره واللفظ للترمذي قال { : كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين رضي الله عنهما , عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران , فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه , ثم قال : صدق الله , إنما أموالكم وأولادكم فتنة , نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما } .
المسألة الثانية الفتنة ما بيناها فيما تقدم , وهي الابتلاء , فالمعنى أن الله ابتلى العبد بالمال والأهل لينظر أيطيعه أم يعصيه , حسبما ثبت في علمه وتقدم في حكمه ; فإن مال العبد إليهما خسر , وإن صبر على العزوف عنهما , وأناب إلى إيثار جانب الطاعة عليهما فالله عنده أجر عظيم , وهي الجنة بعينها التي أخبر الله بقوله : { أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم } وقد قال الشاعر :
وقد فتن الناس في دينهم وخلى ابن عفان شرا طويلا
المسألة الثالثة قوله : { والله عنده أجر عظيم } يعني الجنة ; فهي الغاية , ولا أجر أعظم منها في قول المفسرين .
وعندي ما هو أعظم منها , وهو ما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال واللفظ للبخاري عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { : إن الله يقول لأهل الجنة : يا أهل الجنة , فيقولون : لبيك ربنا وسعديك , فيقول : هل رضيتم ؟ فيقولون : وما لنا لا نرضى ؟ وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك ؟ فيقول : ألا أعطيكم أفضل من ذلك ؟ قالوا : يا ربنا , وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني , فلا أسخط عليكم بعده أبدا . } [ ص: 229 ]
ولا شك في أن الرضا غاية الآمال , وقد أنشد بعض الصوفية في تحقيق ذلك : امتحن الله به خلقه فالنار والجنة في قبضته فهجره أعظم من ناره ووصله أطيب من جنته .
وذهب لأحد التابعين وقالوا له ماذا تقول فى تفسير هذه الأيه فقال كلام شديداً
قال المال فتنه فى جميع الأحوال
فقالوا كيف؟!
قال ربما يكون أكتسبه من حرام
فقالوا وإن أكتسبه من حلال
فقال ربما يكون أنفقه فى حرام
قالوا وإن أكتسبه من حلال وأنفقه فى حلال
فقال سوف يشغله عن الطاعات
فقالوا وإن أكتسبه من حلال وأنفقه فى حلال ولم يشغله عن الطاعات
فقال سوف يغتر بنفسه
فقالوا وإن أكتسبه من حلال وأنفقه فى حلال ولم يشغله عن الطاعات ولم يغتر بنفسه
فقالسوف يطل وقوفه أمام ملك الملوك لكى يسئله عن كل دنيار ودرهم من أين أكتسيه وفيما أنفقه
الله أكبر....الله أكبر
الله أكبر
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته