كيف أنتِ والله ينظر إلى قلبكِ
أختي المسلمة كم من الوقت تقضينه للعناية بالبيت ... ؟ .. وكم من الوقت تقضينه للعناية بالمأكل والمشرب ؟ بل كم من الوقت تضيعينه
لتتجملين وتتزينين وتعتنين بمظهركِ .. وغير ذلك من الأمورالتي تريدين أن تبدينبها أمام زوجكِ وأولادكِ وأهلكِ .. بل وربما أيضاً أمام
جيرانكِ ولكن وفي معترك كل ذلك هل خصصتِ وقت لتعتني فيه بقلبكِ ليرضى عنكِ ربكِ ..؟..أم أنكِ نسيتي أم تناسيتِ أم تجاهلتِ أم أخذتكِ
الغفلة وهموم الدنيا وحرصكِ الكبير عليها والركون إليها ..!
فكيف بك أختي والله ينظر إلى قلبكِ ...!
لا تستعجبين فهذا العضو الصغير في الجسد الذي يعتقد الكثير منا أنه ما هو إلا جهازاً فقط لضخ الدم عبر جسم الإنسان ... ولكنه له عند الله
مكانه أعظم وأجل ... مكانة لا يُدركها إلا عباد الله المؤمنين .. فالقلب أختي محل نظر الله جل وعلا إليكِ وإن شئتِ استمعي إلى قول رسولكِ
الكريم .. يقول صلى الله عليه وسلم :
« إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم »
فكيف أنتِ والله ينظر إلى قلبكِ ولم يكن إلا قلباً خَرباً عبداً لهواه ولذاته وشهواته .. غافلاً معرضاً عن خالقه .. مشغولٌ بفتنةِ الدنيا وزينتها
ومباهجها ، فلا مكان فيه لخشوع ولا وجل .. ولا يُبصر ولا يُدرك ولا يَعتبر ... فيا ويلكِ من كان هذا قلبكِ ... ويا لعظيم كربكِ .. ينعم عليكِ
ربكِ ولكنكِ تستعينين بنعمته على معصيته .. فإذا كنتِ أنتِ غافلة فالله لا يغفل ويمهل ولا يترك
يقول بلال بن سعد :
«رب مسرور مغبون .. ورب مغبون لا يشعر .. فويل لمن له الويل ولا يشعر!
يأكل ويشرب .. ويضحك ويلعب وقد حق عليه في قضاء الله أنه من أهل النار!!»
أفيقي أختي من غفلتكِ فخراب القلوب لا يأتي إلا من الغفلة .. واعلمي أن للقلوب أعمال ليست موكلة لأحد ولا يعلمها إلا خالقها .... فاجعلي
ما بينكِ وبين الله كل ما يحبه ويرضاه ولا تتطلعين لزينة الحياة الدنيا ... فهذه الدنيا التي شغلتِ قلبكِ من أجلها لا تساوي شيء عند الرحمن
فلا تجعليها أكبر همكِ وتُقدمين الزائل على الباقي والأدنى على الأعلى .. ولا تجعلين مشاغل الحياة ومسؤولياتكِ وحبكِ لبيتكِ وزوجكِ وأولادكِ
يليهكِ عن طاعة ربكِ ... وتُصبحين من الذين نسوا الله فنسيهم وغفلوا عنه فتركهم فأصلحي أختي المسلمة من قلبكِ لتنصلح جوارحكِ وأوقدي
فيه مصابيح الإيمان لتنير ظلمته واجعلي منه طريقاً يوصلكِ لمحبة الله ورضاه لتنالين السعادة في الدنيا والفوز في الآخرة
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم
نسأل الله أن يوفقنا لصالحنا، ويعصمنا من ذنوبنا وقبائحنا .. ولا يؤاخذنا بما انطوت عليه ضمائرنا ويجعل قلوبنا حية مؤمنة منقادة
لفاطرها وخالقها وبارئها إنه جواد كريم وأسأله جل وعلا أن نكون وإياكن أخواتي في رفقة من وعدهم في هذه الاية الكريمة :
{ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }