أولياء أمور يشككون فى جودة مصل أنفلونزا الخنازير..
أثار قرار الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، البدء الفورى الخاص بتطعيم جميع الطلاب فى مراحل التعليم المختلفة، سواء التعليم الأساسى أو العالى بالمصل المضاد لأنفلونزا الخنازير، شكوك عدد من أولياء الأمور والمتخصصين من أطباء المناعة حول جودة وخطورة المصل على التلاميذ عامة وضعيفى المناعة خاصة، حيث وصف مأمون عمر أحد أولياء الأمور بالحى السابع بـ6 أكتوبر المصل بأنه سلاح ذو حدين أحدهما إيجابى فى حال إذا كان المصل فعالاً وذا وسيلة للوقاية من الإصابة بالفيروس، والآخر سلبى إذا كان المصل مضراً بجهاز المناعة للطلاب، خاصة ضعيفى المناعة، والذين قد يتعرضون لخطورة الإصابة بالفيروس إذا تم تطعيمهم باللقاح.
ولفت مأمون أنه ليس من الضرورى على الحكومة فرض اللقاح على الطلاب جميعا، إلا فى حال إجراء الكشف والفحص الطبى الشامل عليهم قبل تطعيمهم، مؤكداً على أن الكشف الفردى للتلاميذ ذوى المناعة الضعيفة منهم للوقاية من أمراض قد تكون أخطر من الأنفلونزا.
وأعرب المهندس محمد غنيم أحد أولياء الأمور بإمبابة، عن قلقه من المصل الذى يرغب رئيس مجلس الوزراء فى تطعيم جميع طلاب المدارس به، خوفاً من أن يكون المصل ليس بنفس جودة وكفاءة المصل الذى تم تطعيم الوزراء به.
وأكد غنيم، أن خطورة المصل تتمثل فى خطورة تأثيره على أولاده، وهو الأمر الذى لن يسمح به، واصفاً أبناءه بالعمارتين التى بدأ البناء فيهما منذ 17 عاماً وليس مستعداً للتضحية بهم من خلال مصل أنفلونزا الخنازير، موضحاً أنه على استعداد معالجة أبنائه فى حالة تعرضهم للفيروس على حسابه الخاص حتى ولو تكلف الأمر الـ2000 جنيه.
وأوضح غنيم، أنه لا يعارض فكرة تطعيم الأطفال بالمصل، لكن يعارض إذا كان هذا المصل غير سليم، مبرراًَ ذلك يفقد الناس الثقة فى الحكومة وما تستورده.
فى حين طالب صابر شلش، أحد أولياء الأمور بالوراق، جميع أولياء الأمور بمنع أولادهم من التطعيم بمصل أنفلونزا الخنازير، الذى يريده مجلس الوزراء للطلاب، مبرراً رفضه التام للمصل بعدم وجود الثقة فى فعالية وجودة اللقاح، مشيراً إلى أنه سيمنع أبناءه الأصحاء من التطعيم باللقاح، موضحاً أنه إذا أصيب أحد أبنائه بالفيروس فعندها يكون مضطراً لتطعيمهم، ولكن عن طريق الحميات وليس المدارس.
اعتراضات أولياء الأمور على إعطاء اللقاح للطلاب أمر أكدته إحدى أطباء المناعة، وهى الدكتورة عفاف عزت أستاذ المناعة بالمركز القومى للبحوث، التى قالت إن إعطاء لقاح أنفلونزا الخنازير للطلاب أمر عديم الفائدة ولن يكسب الأطفال المناعة من هذا القيروس، موضحة أن اللقاح يحتاج إلى نحو شهرين حتى يقوم الجسم بإنتاج الأجسام المضادة لفيروس، وقتها سوف تكون الفترة الحرجة عدت، على عكس الأمصال التى يتم تصنيعها من الأجسام المضادة نفسها للفيروس، وهى تحتاج فقط نحو يومين لتكسب الطفل المناعة من الفيروس.
وأضافت عفاف، أن هناك نوعين من اللقاح الأول منتج من الفيروس الميت، والثانى من فيروس ضعيف، مؤكدة على ضرورة أن يتم الكشف على الأطفال ضعيفى المناعة أو الذين يعانون من أمراض مزمنة من شأنها إضعاف مناعتهم، وإذا ثبت ضعف جهازهم المناعى، فلا يجب إعطاؤهم اللقاح المصنع من الفيروس الضعيف، لأن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى إصابتهم بالفيروس بدلاً من الوقاية منه، كما أوصت بتجنب إعطاء هذا اللقاح للأطفال الذين يتناولون الأدوية.
وأشارت الدكتورة عفاف إلى أن وجود آثار جانبية لهذا اللقاح أمر ما زال قائماً، وأنه لا يمكن نفيه أو إثباته، خاصة أن اللقاح لم يأخذ الوقت الكافى لإجراء التجارب المعملية عليه، وبالتالى يصبح قرار تطعيم طلاب المدارس باللقاح درباً من المجازفة.
أما الدكتور عبد الهادى مصباح، استشارى المناعة والتحاليل الطبية وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، فوصف قرار مجلس الوزراء بالقرار الصائب لمنع انتشار الفيروس والإصابات بين التلاميذ، إلا أنه طالب بضرورة أن يتم تطعيم الأمهات الحوامل فى الشهور الثلاثة الأولى من الحمل وتطعيم أصحاب الأمراض المزمنة من الأورام نقص المناعة، لأن هؤلاء هم أكثر الناس عرضة للفيروس والموت معاً.
وبرر مصباح أهمية القرار إلى الفئة العمرية التى سيتم تطعيمها باللقاح، خاصة أن معظم المدارس الآن يتحدث بها حالات عدوى ورغم معالجتها وقلة حالات الوفاة منها، إلا أن انتقالهم إلى منازلهم يؤدى إلى إصابة أولياء الأمور بالفيروس، خاصة فى الفترة القادمة.
ونفى مصباح، أن يتسبب اللقاح فى إصابة التلاميذ ضعيفى المناعة بالفيروس فى حال تطعيمهم باللقاح، مبرراً ذلك بأهمية حصول هذا الفئة بهذا اللقاح، لأنهم هم أكثر الناس تعرض للفيروس فى حال تعرضهم لنزلة برد أو للهواء.