عشر فوائد
فضل السلام
إن مما شرعه الله تعالى لهذه الأمة التحية بالسلام، فإذا لقي المسلم أخاه المسلم فعليه أن يسلم عليه قائلاً «السلام عليكم» ويرد عليه بقوله: «وعليكم السلام» أو «وعليك السلام»، والسلام عند اللقاء تشريع قديم جداً، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لما خلق الله آدم صلى الله عليه وسلم قال: اذهب فسلم على أولئك ـ نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله، فزادوه ورحمة الله) رواه الترمذي وابن حبان.
إن للسلام الذي شرعه الله تعالى لعباده المؤمنين فضلا عظيما وأجرا كبيرا، لذلك كان سلفنا الصالح يحرصون على إفشاء السلام ورده، فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر فيغدو معه إلى السوق، قال: (فإذا غدونا إلى السوق لم يمر عبد الله بن عمر على سقاط - الذي يبيع سقط المتاع وهو رديئة وحقيرة - ولا صاحب بيعة ولا مسكين ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل فجئت عبد الله بن عمر يوماً فيتتبعني إلى السوق فقلت ما تصنع بالسوق وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع ولا تسوم بها ولا تجلس في مجالس السوق، فاجلس بنا هنا نتحدث، فقال لي عبد الله: يا أبا بطن - وكان الطفيل ذا بطن - إنما نغدوا من أجل السلام، نسلم على من لقين).
فينبغي الحرص على تحية الإسلام، وعدم العدول عنها إلى غيرها، كما يفعل بعض الناس الذين يعرضون عن تحية الإسلام، ويستعملن غيرها، كما أن السلام يدل على التواضع، فقد ورد في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه مر على صبيان فسلم عليهم وقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله.
وإليك أيها القارئ الكريم عشر فضائل للسلام:
1- السلام شعار المسلمين، وهي تحية الملائكة، وتحية أهل الجنة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق: قال تعالى لآدم لما سلم على الملائكة: (فإنها تحيتك وتحية ذريتك).
2- السلام سبب للتحاب بين المسلمين وتحقيق الإيمان: فالسلام يؤدي إلى المحبة والوئام بين أفراد المجتمع المسلم، قال صلى الله عليه وسلم : (أفشوا السلام بينكم تحابوا) رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي.
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم).
3- السلام سبب لدخول الجنة: روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس! أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). وفي رواية: (أطعموا الطعام، وأفشوا السلام، تورثوا الجنان).
4- السلام فيه إغاظة لأعداء الله تعالى وخاصة اليهود: فقد روى الإمام أحمد وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين).
5- السلام خير أعمال الإسلام: ففي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خيرٌ؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
6- السلام سبب للمغفرة: فقد روى أبوداود والترمذي وابن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا). وقد روى الخرائطي في مكارم الأخلاق بسند جيد عن هانئ بن يزيد رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة؟، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن من موجبات المغفرة بذل السلام، وحسن الكلام).
7- السلام فيه ذكر لله تعالى: لأن السلام اسم من أسماء الله تعالى، قال تعالى: (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن...)، وروى البزار والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض فأفشوه بينكم).
8- السلام فيه من الحسنات والأجر العظيم: فقد روى أبو داوود والترمذي والنسائي بسند قوي عن عمران رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم فرد عليه وقال: عشر، ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه وقال: عشرون، ثم جاء آخر فزاد وبركاته، فرد وقال: ثلاثون).
9- السلام ركن من أركان الصلاة: وهذا يدل على أن السلام له منزلة عظيمة عند الله تعالى فقد جعله الله ركناً من أركان الصلاة، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مفتاح الصلاة الطهور، وتحريمها التكبير، وتحليلها التسليم).
10- السلام سبب لعلو المكانة في الدنيا والآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: (أفشوا السلام كي تعلوا) رواه الطبراني. فمن أراد العلو والمكانة فعليه بإفشاء السلام.
فهذه كانت جملة من فضائل السلام التي ينبغي أن يحرص عليها المسلمون، ليحصلوا على الفضائل العديدة والعوائد الحميدة، نسأل الله أن يوفقنا لإفشاء السلام لننال الجنان، ونحقق الإيمان، وتنتشر المحبة والوئام بين بني الإنسان، وصلى اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.