مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا ان تنضم الينا فتفضل بالدخول
مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات
اهلا بك زائرنا الكريم يشرفنا ان تنضم الينا فتفضل بالدخول
مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات

مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

الله اكبر والحمد لله ولا اله الا الله    الحمد لله الذى بنعمته  تتم الصالحات   مصر هى مصر الكنانة والحمد لله ابتداءاً وانتهاءاً اللهم قر عيوننا برؤية مصردائما رافعة لدين الله وحافظة لكتابة وسنة نبيه  لا إله إلا انت سبحانك  إنى كنت من الظالمين  وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله ..


 

 المتحابين فى الله

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أ/سهام الشال
عضو فعال
أ/سهام الشال


بلدى : مصر
انثى
عدد المساهمات : 79
نقاط : 54507
تاريخ التسجيل : 30/12/2009

المتحابين فى الله Empty
مُساهمةموضوع: المتحابين فى الله   المتحابين فى الله Emptyالأحد ديسمبر 26, 2010 7:16 pm

فرق شاسع بين من نجح في هذا الامتحان فكان من الذين آمنوا وبين من رسب فيه فكان من الذين فسقوا، فرق شاسع بينهم في مقامهم عند الله ومنزلتهم عنده، لأن كل عمل يعمله الإنسان اليوم في هذه الحياة إنما هو وظيفة يوظفه الله فيها والناس جميعا عباد له، وكل يزين له ما يعمله، فمن زين الله له العمل الصالح ويسره للطاعة، فهو ميسر لما خلق له، وأولئك هم الموظفون الذين اختار الله لهم أسمى الوظائف وأرقاها، فكانوا من نعمة إلى جنة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وأخرج مالك في الموطإ ومسلم في صحيحه من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى يوم القيامة، أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.

وأخرج مسلم في الصحيح كذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في، وأخرج البخاري في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن لله ملائكة سيارين في الأرض بغيتهم حلق الذكر، فإذا وجدوهم حفوهم بأجنحتهم إلى سماء الدنيا وتنادوا أن هذه طلبتكم، فيرتفعون إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم ماذا يقول عبادي، فيقولون: يحمدونك ويكبرونك ويهللونك، فيقول: وهل رأوني، فيقولون لا، فيقول: فكيف لو رأوني فيقولون وعزتك وجلالك لو رأوك لكانوا لك أشد ذكرا، فيقول: وماذا يسألونني، فيقولون: يسألونك الجنة، فيقول: وهل رأوها فيقولون لا، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأوها لكانوا لها أشد طلبا وعليها أشد حرصا، فيقول: ومماذا يستعيذونني، فيقولون يستعيذونك من النار فيقول: وهل رأوها، فيقولون لا، فيقول: فكيف لو رأوها، فيقولون: وعزتك وجلالك لو رأوها لكانوا منها أشد خوفا، فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم، فيقول ملك: يا رب فيهم عبدك فلان ليس منهم إنما جاء لحاجته، فيقول: هم الرهط أو هم القوم لا يشقى بهم جليسهم.

وأخرج مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه.

ونحن الآن ينبغي أن نستحضر نياتنا وأن نخلص لله سبحانه وتعالى، وأن نحرص على أن يكون مجلسنا هذا الذي قلما سمح الزمان لنا بالاجتماع في مثله أن يكون حلقة من حلق الذكر التي تحفها الملائكة وتتنزل عليها السكينة ويغفر الله تعالى لأهلها جميعا ولكل من حضرها ولو لم تكن نيته خالصة، ولا يكون ذلك إلا بالنية الخالصة لقصد التعبد لله سبحانه وتعالى والإخلاص له، وطلب العلم الذي جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم من عنده، والعمل بما يسمعه الإنسان مما بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنتم تعلمون أن هذه الأمة لها رسول واحد هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم، وأنه جاء بالبينات والهدى من عند الله، وأننا جميعا رضينا به نبيا ورسولا، فيكفينا هذا الرسول صلى الله عليه وسلم من القدوات والإسوات، والذي ينقص هو أن نتعلم ما جاء به ثم أن نبادر للعمل به، فليس لنا الخيار بعد مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس أحد معذورا في الإعراض عما جاء به، فإنه صلى الله عليه وسلم قامت به حجة الله جل جلاله على الثقلين الإنس والجن، فقد بلغ رسالات الله إلى من يقومون بتبليغها إلى من وراءهم، فكل إنسان منكم الآن بلغه شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قامت عليه الحجة ويجب عليه تبليغ من وراءه، ويكون الوقت الذي يمضيه في التبليغ امتدادا لعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وزيادة في أمد رسالته، وأنتم جميعا رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم للتبليغ إلى من وراءكم، فقد جاء بهذا الدين فتركه في أصحابه وهم نقلوه إلى التابعين ونقله التابعون إلى أتباعهم وهكذا حتى وصل إلينا الليلة، ونحن في القرن الخامس عشر من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا الدين الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله هو مصلحة الإنسان في الحياة الدنيا وفي البرزخ وفي الدار الآخرة، فهو يكفل كل المصالح، لا يحتاج الإنسان معه إلى أي شيء آخر، إذا طلب أية مصلحة فسيكفلها هذا الدين ويحققها، فقد جاء فيه من التشريع ما ينظم علاقات العباد بربهم جل جلاله، وجاء فيه من التشريع ما ينظم علاقات العباد فيما بينهم، وجاء فيه من الأخلاق أكرمها وأفضلها، وجاء فيه كذلك من الحوافز والترغيب والترهيب ما يقتضي من الإنسان المبادرة إلى الطاعة والنجاح في الامتحان، ونحن جميعا في هذه الدار أي الدار الدنيا ممتحنون بامتحان من عند الله سبحانه وتعالى، والناجحون فيه قليل، ولكنهم يحرزون من الفضل والسبق ما لا يخطر على بال كما روى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه قال: أعددت لعبادي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وقد قال الله تعالى: {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون}.

فرق شاسع بين من نجح في هذا الامتحان فكان من الذين آمنوا وبين من رسب فيه فكان من الذين فسقوا، فرق شاسع بينهم في مقامهم عند الله ومنزلتهم عنده، لأن كل عمل يعمله الإنسان اليوم في هذه الحياة إنما هو وظيفة يوظفه الله فيها والناس جميعا عباد له، وكل يزين له ما يعمله، فمن زين الله له العمل الصالح ويسره للطاعة، فهو ميسر لما خلق له، وأولئك هم الموظفون الذين اختار الله لهم أسمى الوظائف وأرقاها، فكانوا من نعمة إلى جنة، يعيشون في هذه الدار ما عاشوا، وهم مشغولون في الطاعة وما يرضي الله جل جلاله، فإذا ماتوا أعد الله لهم من النعيم المقيم ما لا يمكن أن يخطر على قلب أحد، والآخرون قذرهم الله جل جلاله، فوظفهم في أخس الوظائف، وشغلهم بشر الأعمال، فسلطهم على أنفسهم بمعصية الله، ولا يضرون الله شيئا، وإنما يضرون أنفسهم، وأعد لهم بعد ذلك الجزاء الوفاق، فالسيئة هي أسوأ ما يمكن أن يقع على وجه الدنيا، وجزاؤها هو أسوأ ما يمكن أن يقع في الآخرة، ولذلك فإن الإنسان لا بد أن يدرك أنه ذو قيمة، وأن له مزية، وأنه موظف وظيفة حقيقية، وعليه أن يبادر للقيام بوظيفته، وأن يعمل بها قبل أن يأتي أجله، فله مدة محددة يمكثها في هذه الحياة إذا عمل ما أمر به نجح وكان من الفائزين، وكانت حياته الدنيا منزلة عالية له، لأنه اتخذها مطية إلى الدار الآخرة، فاستغل أيامه ولياليه وأوقاته الخالية فيما يقربه من الله سبحانه وتعالى، فإذا جاء يوم القيامة أوتي كتابه بيمينه ونودي ذلك النداء الشريف: {كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية}،

وإذا ضيع الوقت فإنه سيندم غاية الندم، فكل يوم مضى أو شهر أو سنة أو عقد من الزمن لم يقرب الإنسان من الله ولم يزده من الطاعات والخيرات، إنما هو وبال عليه وحسرة وخصومة يوم القيامة، لأن الله تعالى يقول لأهل النار: {أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير}.

وللإنسان خمسة أعمار، العمر الأول منها عمره في عالم الذر، عندما مسح الله ظهر آدم بيمينه فأخرج منه ذرية، فقال آدم: أي رب من هؤلاء، قال: خلق من ذريتك خلقتهم للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون، ثم مسح ظهره أخرى فأخرج منه ذرية، فقال آدم: أي رب من هؤلاء، قال: خلق من ذريتك خلقتهم للنا وبعمل أهل النار يعملون، ثم خلطهم حتى ما يتميزون فناداهم فقال: ألست بربكم قالوا: بلى،والعمر الثاني هو عمر الإنسان فوق الأرض في هذه الحياة الدنيا وهو مجزأ إلى أيام وليال وشهور وسنوات، والامتحان فيه يبدأ من وقت التكليف عندما يكلف الإنسان فيكلف به ملكان ملك عن يمينه يكتب حسناته وملك عن شماله يكتب سيئاته، وكلاهما مطلع على كل ما يصدر منه من العمل كما قال الله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}، وقال تعالى: {وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون}، وهو ممتحن بما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند الله، فأول ذلك حق الله جل جلاله، وهو أولا توحيده وأن لا نشرك به شيئا، فلا بد من تعلم حقوق الله سبحانه وتعالى وأن يحرص الإنسان على أدائها فالإسلام إنما يدخل بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهذه الشهادة العظيمة تقتضي من الإنسان الإقرار بأن لا نافع ولا ضار إلا الله جل جلاله، وأن الأمور كلها بيده، {ألا إلى الله تصير الأمور}، {وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون}، وكذلك تقتضي هذه الشهادة الإيمان بأنه وحده الذي يستحق العبادة، فصرف أي شيء من العبادة لغيره إنما هو خسارة، فالإنسان الذي يرائي أو يسمع إذا كان بحضرة الناس أحسن عبادته فإذا خلا بنفسه لم يؤدها على الوجه الصحيح، أو يترك المعصية بحضرة الناس فإذا خلا بنفسه عصا الله سبحانه وتعالى، هذا شهادته مدخولة، فهو يشهد أن لا إله إلا الله، ومع ذلك لا يعمل بمقتضى هذه الشهادة، فهذه الشهادة تقتضي منه أن لا يخاف إلا الله، وأن لا يطمع إلا في الله، وأن لا يقدم أي شيء من العبادة إلا لله، جل جلاله، فهو مستحق العبادة وحده، ولذلك قال الله تعالى في سورة فاطر: {ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير}.

وكذلك من حقه ومن مقتضى شهادة أن لا إله الله الإيمان بأنه لا يحل ولا يحرم إلا هو جل جلاله فهو وحده الذي يستحق التشريع لعباده، فكل الأوامر الشرعية هي من عند الله سبحانه وتعالى فهو الذي يأمر بمأموراتها وهو الذي ينهى عن منهياتها، وذلك حق من حقوق الألوهية، وليس لأحد سواه أن يشرع للناس، فكل من أحل ما حرم الله أو حرم ما لم يحرمه الله ثم إن من أسباب المحبة أيضا الرجاء، فمن ترجو منه نفعا تحبه ولو لم يكن جميلا ولو لم يكن قد أسدى إليك معروفا في الماضي، ولكن لتعلقك بمعروفه في المستقبل، ونحن جميعا نرجو ثواب الله نرجو أن نبيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، وأن يعطينا كتبنا بأيماننا تلقاء وجوهنا وأن يجوزنا على الصراط أجمعين كالبرق الخاطف وأن يدخلنا جنته وأن يرزقنا مجاورة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وهذا الرجاء العظيم يقتضي منا تمام المحبة والتعلق به جل جلاله، والمحبة محبة الله سبحانه وتعالى قاضية على محبة من دونه، فمن أحب الله جل جلاله أحب كل من يحب الله، فنحن الآن نحب محمدا صلى الله عليه وسلم وإبراهيم وموسى وعيسى ونوحا والنبيين أجمعين لأنهم يحبون الله ويعبدونه، ونحب جبريل وإسرافيل وميكائيل لأنهم يحبون الله ويعبدونه، وكل من أحب الله وعبده فإننا نحبه حبا شديدا، لحبه لله جل جلاله، وذلك من تمام محبتنا لله.

وهذه المحبة كما ذكرت قاضية على كل حب سواها، فمن أبغض الله وخالفه وحاده في ملكه فلا بد أن يكون بغيضا علينا ولا بد أن نكرهه كراهة شديدة ولو كان أقرب الناس إلينا كما قال الله تعالى: {لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم}، وهذه المحبة هي أعظم محبة كما قال الله تعالى: {ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}، فأشد أفعل تفضيل، وهي تقتضي أنه لا يمكن أن يوجد شيء من المحبة أشد من ذلك، وهذا المقام هو من الإيمان، ومن لم يجده في نفسه عامل الله بمعاملة الإنسان في البيع والشراء، وذلك خطأ في التعبد، فلا بد أن يكون الإنسان يعامل الله مع رغبته فيما عنده من الخير، ورهبته لما عنده من العذاب يعامله أيضا بمحبة شديدة له جل جلاله، ليكون في تعبده مؤديا للحق الواجب لله سبحانه وتعالى لا يطلب حظا نفسيا فقط، وهذا يقتضي من الإنسان أن يراجع نفسه دائما فيما يتعلق بتعبده هل هو محب لله، فكثير من الناس يؤدون العبادات ويتركون المحرمات طمعا في الجنة وخوفا من النار، ولكن لا يخطر على بالهم ما يتعلق بحب الله جل جلاله، وحب الله سبحانه وتعالى مقام كبير يزداد به الإنسان قربا، ولو كان قليل التعبد، فمحبته لله سبحانه وتعالى ترفع منزلته وتعلي قدره، ومن حقه إحسان عبادته، فهذه العبادة التي يؤديها المسلمون لله سبحانه وتعالى متفاوتة هم درجات عند الله، وهم متفاوتون فيها تفاوتا عظيما، ومن كان منهم أحسن للعبادة وأوفى بحقها كان مقامه أعلى عند الله سبحانه وتعالى، والعبادة تبنى كما تبنى البيوت، لها تأسيس وهو صحة الاعتقاد والتوجه إلى الله جل جلاله وحده، ثم بعد ذلك أداء الفرائض ثم بعد ذلك السنن ثم بعد ذلك المندوبات كما ثبت في الحديث القدسي الصحيح: وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه.

وبعد ذلك يأتي حقوق المخلوقين وأعظمها حق محمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي هدانا الله به من الكفر، وأنقذنا به من الضلالة والجاهلية، وهو الذي ندخل الإسلام بشهادة أن محمدا رسول الله، ونذكره في أذاننا وإقامتنا وفي تشهدنا في الصلاة، وهو الذي نسأل عنه في قبورنا، فكل إنسان منا يقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل، فأما المؤمن فيقول: هو محمد هو محمد هو محمد ثلاثا، جاءنا بالبينات والهدى فآمنا واتبعنا، وأما المنافق فيقول: هاه هاه، لا أدري كنت سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.

وهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هو الذي نرجو أن ندعى به يوم القيامة، {يوم ندعو كل أناس بإمامهم}، ونرجو الدخول في شفاعته وأن نحشر تحت لوائه، ونرجو الشرب من حوضه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا، وكل ذلك يقتضي منا أداء حقه، وحقه صلى الله عليه وسلم التوقير والإجلال وتعلم ما جاء به، والحرص على اتباع سنته، والائتساء والاقتداء التام به، فليس لأحد أيا كان العذر في مخالفة سنته، فقد قال الله تعالى: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}، وقال تعالى: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، وهذا يقتضي من الإنسان أن لا يوازن أي رجل آخر بمحمد صلى الله عليه وسلم فهو الذي لا يعدل عن قوله، ولا يمكن أن يعدل عنه لأي إنسان آخر، فهو أفضل الخلق وأزكاهم وأطهرهم، وهو المعصوم من هذه الأمة وحده، فلذلك لا هداية ولا وصول إلى مرضاة الله إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاء به من عند الله، ومن حقه صلى الله عليه وسلم نصرته، وأنتم تعلمون أنه منذ جاء بالبينات من عند الله والناس مختلفون فيه، فقد ناصبه المشركون العداء وقاتلوه وأخرجوه من داره التي ولد فيها وعاش فيها، وبعد ذلك قاتلوه وقاتله اليهود، وحاربه النصارى، وتمالأت عليه الأمم، ولم يزالوا يتمالؤون على دينه فيما بعد، وهذه الحرب التي قامت على النبي صلى الله عليه وسلم لا شك أن كل إنسان منكم الآن يتمنى لو كان حاضرا يوم بدر، لو كنت حاضرا يوم بدر ماذا كنت تصنع، كنت تدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقوم بالحق، ويتمنى لو كان حاضرا يوم أحد فيكون من الذين ثبتوا مع النبي صلى الله عليه وسلم فيفعل مثل ما فعل طلحة بن عبيد الله أو يفعل مثل ما فعلت نسيبة في الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل إنسان منكم يتمنى لو كان حاضرا يوم الحديبية فلا يسبقه أحد إلى بيعة الرضوان، فيضع يمينه في يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعه على الموت في سبيل الله.

إذا كان الحال كذلك فالأمر ما زال كما كان، فكل يوم من أيام الدنيا هو يوم بدر ويوم أحد ويوم الحديبية لأن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالفرقان بين الحق والباطل، والناس لم يعادوه على أساس شخصه، فما عرفت البشرية أحدا أحسن منه خلقا ولا أحسن خلقا ولا أكرم نسبا ولا أخدم للناس، فلماذا عاداه الناس، لم يعادوه قطعا طعنا في نسبه، ولم يعادوه قطعا طعنا في خلقه، ولم يعادوه لأنه منعهم ماله، بل قال للأعراب يوم أوطاس: إليكم عني فلو كان عندي مثل سمر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم لم تجدوني جبانا ولا بخيلا ولا كذابا، فإذن لماذا عاداه الناس، لم يعاده الناس ولم يقاتلوه إلا على أساس الملة التي جاء بها، وهذه الملة باقية كما أنزلت، فأنتم جميعا تشهدون أن القرآن كما أنزل، وأن الدين كما شرع وأن الله هو الحق المبين، فإذن محور الخلاف والصراع قائم باق، وأنتم فاتكم صحبة شخص النبي صلى الله عليه وسلم فهي مزية وفضل، اختص الله بها الصحابة، ولكن لكم الحق في أن تكونوا من إخوانه، وإخوانه تمنى لو رآهم، فقال: وددت لو رأيت إخواننا قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله، قال: بل أنتم أصحابي، وإخواني قوم آمنوا بي ولم يروني، للواحد منهم أجر خمسين، قالوا يا رسول الله منا أو منهم، قال: بل منكم، إنكم تجدون على الحق أعوانا ولا يجدون على الحق أعوانا، وقد خفف الله عنكم كثيرا من التكاليف والأعباء التي كانت على الصحابة، فالصحابة رضوان الله عليهم لما قام عليهم من الحجةوما نفعله نحن اليوم وما نقوم به من الدين في أغلب الأحيان لا يصل إلى عشر الدين، فمع كل هذا الترغيب ومع كل هذا الفضل العظيم مع ذلك لو قاس الإنسان منا عمره وما يبذله من نصرة الدين منه، فإنه لا يصل إلى 1%، لينظر كل واحد منا في عمله اليومي، هذا العمل اليومي كثير منه يتجه إلى أمور الدنيا، ولا بأس إذا كان في الحلال، وكثير منه يذهب في اللغو والأمور التي لا طائل من ورائها، لا تزيد الإنسان في دين ولا تزيده في دنيا، وكثير منه كذلك يكون حسرة ووبالا على الإنسان لأنه انشغال بما لا يرضي الله جل جلاله، وقليل جدا منه هو الذي يكون خدمة لهذا الدين ونصرة لهذا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.


نفعنا الله واياكم بما قدمنا ولكم جزيل الشكر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الاسلام
عضو ذهبى
بنت الاسلام


بلدى : مصر
انثى
عدد المساهمات : 872
نقاط : 56277
تاريخ التسجيل : 13/01/2010
المزاج : فى نعمه والحمد لله

المتحابين فى الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتحابين فى الله   المتحابين فى الله Emptyالإثنين ديسمبر 27, 2010 4:09 pm

[color=red]جزا كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم الله خيرا[/color]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رئيس قسم الملابس الجاهزة
عضو ذهبى
رئيس قسم الملابس الجاهزة


بلدى : مصر
انثى
الميزان عدد المساهمات : 1160
نقاط : 57288
تاريخ التسجيل : 14/12/2009
المزاج : نحمد الله

المتحابين فى الله Empty
مُساهمةموضوع: رد: المتحابين فى الله   المتحابين فى الله Emptyالأربعاء ديسمبر 29, 2010 6:27 am

فرق شاسع بين من نجح في هذا الامتحان فكان من الذين آمنوا وبين من رسب فيه
فكان من الذين فسقوا، فرق شاسع بينهم في مقامهم عند الله ومنزلتهم عنده،
لأن كل عمل يعمله الإنسان اليوم في هذه الحياة إنما هو وظيفة يوظفه الله
فيها والناس جميعا عباد له، وكل يزين له ما يعمله، فمن زين الله له العمل
الصالح ويسره للطاعة، فهو ميسر لما خلق له، وأولئك هم الموظفون الذين اختار
الله لهم أسمى الوظائف وأرقاها، فكانوا من نعمة إلى جنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المتحابين فى الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مدرسة.الجمالية.الفنية.بنات :: اسلاميات-
انتقل الى: